رؤية كلية الطب
بقلم الطالبة:
سماح زيدان العجاوي
مستوى السنة السادسة- دفعة مجد - الفوج الخامس
لقراءة المقالة الرجاء النقر على عنوانها
ِوللاطلاع على المزيد من المقالات يمكنك تقليب الصفحات في الأسفل
بقلم الطالبة:
سماح زيدان العجاوي
مستوى السنة السادسة- دفعة مجد - الفوج الخامس
بقلم الطالبة:
لين جمال بني حمد
مستوى السنة السادسة
دفعة مجد -2017-2023 الفوج الخامس
أنين مريض، بكاء وصرخات تنبثق من قلوب أعياها الألم وأثكلها المرض، صوت الأجهزة، والكثير من الدعاء.. هذا ما نسمعه كل يوم ونحن نتجول في ممرات المستشفى.. أروقته تخفي الكثير من القصص، المشاعر فيه متضاربه ما بين فرح بقدوم مولود جديد وحزن لحالة وفاة، مشاعر قلق وانتظار لمعرفه نتيجة تحليل ما أو لعملية نجحت أم فشلت.. أتأمل كثيرآ وجوه المرضى وأحاديثهم، بالرغم من إختلاف شخصياتهم وأعمارهم إلا أنهم جميعًا دون إستثناء يتمنون شيئًا واحداً وهو العافية، أمور الدنيا في نظرهم تصغر وتصبح تافهه أمامها، لا قيمة للمال والجاه والمناصب، تتوحد دعواتهم ومناجاتهم لله بأن تعود لهم عافيته وصحتهم، أحدهم قال لي :"عند المرض، يتلاشى كل شيء إلا أمنية واحدة، أن تعود لنا العافية،وعند العافية نتذكر كل شيء إلا أننا ننعم بالعافية".. ، أيقنت حقا انها أجلّ نعم الله على عبده، فلا يدرك قيمتها إلا من فقدها؛ فالعافية اذا دامت جُهِلت، وإذا فُقِدَت عُرِفَت لذتها.. تطيب بوجودها الدنيا فهي مفتاح النعيم وباب الطيبات، فاللهم أدِم علينا نعمة الصحة والعافية، وألبِسها لباسًا لكل من فقدها..
نحمد الله على أن حَمّلنا رسالة الطب، لِنساهم بأمره تبارك وتعالى ولو بجزء بسيط من عافية المرضى وشفاءهم، لنرى بأعينهم السعادة والرضا وكي ننال منهم أعظم أجر بسماع دعواتهم لنا التي تجدد فينا الهدف والمسعى من دخول هذه الكلية، وتشعرنا بالسعادة وراحة الضمير، وتذكرنا مراراً وتكرارا أنها مهنة إنسانية عظيمة، لا يمكن أن تقارن بأي شيء آخر، نستودع الله التعب والاجر في خزائن {رحمته {وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُون
بقلم الطالبة:
لين جمال بني حمد
مستوى السنة السادسة
دفعة مجد -2017-2023 الفوج الخامس
مع اشتداد ذروة وباء كورونا بتُّ أخاف أن أفتح مواقع التواصل في كل صباح، فاللون الأسود يملأ المكان، ورائحة الموت تفوح من بين السطور..
جلست اتأمل حال الدنيا، وتذكرت ثلة من الناس ممن ساكنونا وعاشرونا وناقشونا وزاملونا ودرّسونا قد ودعوا الدنيا وتركوها، تذكرت علماء كانوا سمع الدنيا وبصرها بل تذكرت أعظم خلق الله الرسول صلى الله عليه وسلم الذي مشى بالمدينة وكان إماما بالناس في المسجد النبوي، وجلس مع أصحابه بعد صلاة الفجر.. ذهبوا كلهم بين الثرى ولم يبقى لهم في الدنيا غير سيرتهم..
وسرت بي سلسلة من التساؤلات، كيف يأمن الإنسان ويغفل وهو يرى من حوله يتناقصون وأخبار الموتى لا تتوقف؟ كيف لهذه النفس الإنسانية أن تغفل عن الحقيقة الكبرى وهي حقيقة الموت؟ كيف لا نؤمن فعلا بأن لحظة توديع الدنيا قريبة منا، قريبة منا جدا فوق ما نتصور، انها لحظة بالابواب؟..
ثم مرت بذهني هذه الآيات الكريمة {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ} حيث أشارت للمفارقة بين قرب الأجل في مقابل استمرار الغفلة، لقاء الله قريب ولا زلنا غافلين..
وقال تبارك وتعالى {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} أي لن ينفع في تلك اللحظه التحايد او الفرار وستأتي تلك الساعة قريبا للانتقال للدار الأبدية، ساعة قررها الجبار جلّ جلاله، لا تقبل التأجيل ولا التقديم {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ}..
لابد من استحضار ذكر الموت وقرب الأجل في حياتنا، لأنه يدفعنا فعلا للعمل الصالح النافع طبقا لمراد الله، بل يثمر فينا تصحيحا هائلا في مسيرة حياتنا، ويغير جذريا في نظرتنا لكثير من الأمور ويصبح حكمنا على الأشياء من منظور سؤال واحد : هل تقرب من الله وتنفع في اليوم الاخر ام لا؟!
واذا وفق الله الإنسان أن يبتعد مزاحمة ما يكتسبه الخلق، ومنافستهم على المناصب والمساكن والعقارات ونحوها، وأقبل على ما هو أعظم من ذلك، وهو عمارة النفس بالله والانشغال بصناعة المستقبل الأبدي؛ فإنه حتما سيكتشف للحياة معنى آخر، معنى أسمى من ذلك الحطام الصغير المؤقت
بقلم الطالبة:
لين جمال بني حمد
2017-2023مستوى السنة السادسة/ دفعة مجد - الفوج الخامس
بعد أسبوع في دوام الطب الشرعي، مررت بتجربة عميقة ومؤثرة، وعشت أصعب لحظات لن انساها في حياتي.. وهي لحظة دخولي للمشرحة، رغم ان الحضور كان اختياري ليس فيه إجبار، لكنّي اصررت على الدخول بخطوات ثقيلة، اغالب نفسي على ما فيها من خوف وقلق، لم يخيفني منظر التشريح والدم بقدر خوفي من منظر الميت ومن أفكاري لحظة رؤيته..
تعجبت حقا لأمر الإنسان، قبل موته كان يلهو ويلعب، ينهى ويأمر، يحزن ويفرح، يقوى ويضعف، يتسلط ويتجبر وقد تعلق بالدنيا وظن انه مخلد فيها، ثم لا يلبث حتى يتحول - بين غمضة عين وانتباهتها - إلى جثة هامدة، لا يقوى على دفع الأذى عن نفسه ولا يملك من الأمر شيء..
والله ليس ثمة ما هو أعظم عبرة ولا أبلغ موعظة من الموت، فهو يمثل حقيقة مرة قاسية لا مراء فيها، تواجه كل مخلوق، فلا يملك لها رداً، ولا يستطيع أحد دفعها، مهما كان سلطانا او مهما بلغت ثروته..
حقا علمت وقتها ضعفي، وكسر في نفسي اي غرور ملكته، وآمنت بقلة حيلتي وعجزي، وتوصلت إلى قناعة راسخة ان العمر قصير مهما امتدت به الحياة، وأن الحياة الدنيا ما هي إلا محطة وجسر عبور للاخره، وانه لابد أن نلقى جميعا المصير ذاته الذي لقيه من سبقنا {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ)..
وكفى بالموت واعظا.
رؤية كلية الطب