بقلم: د. عبدالرحمن البورة
خريج دفعة أدرينالين- الفوج الثالث
أرجوك لا تنسَ
إلى ذلك الطبيب المحترم الطبيب الذي لطالما ذاق أشد أنواع الالم والمرارة والتعب حتى وصل إلى مراده ومنتهاه، وصل إلى الطريق المنشود بعد عناء شاق وطريق لطالما كان ممتلئاً
بالشوك الجارح والمغامرة بحلوها ومرها ولكن النهاية كانت سعيدة.
وصلت أيها الزميل الطبيب إلى ما تمنيت وافرحت أهلك وناسك وحققت هدفا ساميا رفعت اسمك واسم جامعتك وكل طاقمها وكنت فخرًا وعزًا لكل من كان سبباً في وصولك إلى ما بلغت.
كم من دكاترة من أساتذتك كنت سبب في عنائهم وتعبهم وعصبيتهم أحياناً، وكنت سبباً في همهم وسهرهم حتى يشقوا لك الطريق وكانوا شموعا تحترق حتى اوصلوك إلى ما وصلت إليه.
اليك ايها الطبيب نعم اليك انت، ارجوك لا تنسَ أن الامانة كبيرة وحمولتها صعبة جدا على عاتقك.
ارجوك لا تنسَ لا تنسَ أهلك وناسك ولا تنسَ جامعتك و لا تنسَ كل دكتور ابتسم لك حتى وإن لم يكن ذا جهدٍ كبيرٍ لوصولك. ارجوك لا تنسهم. فالحمل عليك ثقيل غداَ.
لا تنسَ انك أقسمت قسما عظيما ، أقسمت برب العزة ، اقسمت قسمًا والله لو عرضته على احد غيرك كي يقرأه لاقشعر بدنه لما يحوي بداخله من عظمة رب العالمين.
رجائي فيك ايها الطبيب ألا تنسى تلك اللحظات لربما كانت وقتها لحظات سعادة عليك وكنت في أوانها تردد كلمات لربما وقتها لم تلقِ لها تلك الأهمية فأنت في تلك اللحظات كنت منتشياً بأثرالفرحة والسعادة لما وصلت إليه ، ولم تعطِ حينها اهتماما لتلك الكلمات وما تحويه.
ارجوك غايه الرجاء الناس في أَمَسّ الحاجة اليك.
ايها الطبيب الناس تموت في اللحظة في الثانية يوما تلو الآخر وعندما اتحدث عن أولئك الناس فإنني اقصد خصيصا أؤلئك الناس المحتاجين وذوي الدخل الضئيل المحدود ولربما لم يمتلكوا قوت يومهم فمن لهم دونك بعد الله تعالى؟
ارجوك ايها الطبيب هولاء الناس في امس الحاجه اليك فلا تبخل عليهم بجهدك ورحمتك وحسن استقبالك.
ولا تجعل الرفاهية والغنى والمناصب همومك أو أولوياتك قبل أن تنقذ أولئك الناس وقبل أن تسعى إلى زرع الابتسامة في قلوبهم قبل وجوههم .وما احلاها والله عندما تكون سبب في إنقاذ حياة مريض، ما ألذّ تلك السعاده عندما يجعلك الله سببا في زرع الابتسامة لأسرة كاملة. ما أسعد تلك اللحظات عندما تنقذ أؤلئك الاطفال الذي لطالما كان حتما عليهم أن يكملوا حياتهم يتامى دون أب او أم ، أو أن يُحْرَمَ أب ٌأو أمٌ منهم.
وما احلاها أن تكون سبباً في سعادة امراة أرملة أو ثكلى أو أنها تبتسم ولكن وراءها قصة حزينة وظروفاً صعبة.
ارجوك ايها الطبيب لاتنسَ فالأمانةُ صعبةٌ رفضت حملها السماوات والأرض والجبال ولكن قبلنا بها نحن الضعفاء ولا مجال فيها للتراجع أو المفاوضة ولم يكن أمامنا سوى خيار المحافظة عليها حتى ننجو بها يوم لا ينفع مالا ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم... أرجوك ايها الحكيم.....أرجوك لا تنسَ ...!!
الدكتور/ عبد الرحمن البورة
خريج دفعة روح 2014-2020