بقلم الطالب:
فرات موفق العموش
مستوى السنة الرابعة / دفعة شغف - الفوج السادس 2018-2024
ها أنا ألوّح اليوم مودِّعًا، تاركًا ورائي ذكرياتٍ تعُجُّ بالجمال مملوءةً بالمواقف السعيدة وبعضها تعيسة، مواقفُ وذكرياتٌ، ليالي الامتحانات، لقاءات الأصحاب، قاعات المحاضرات، كلها أصبحت ذكرياتٍ نناظرها بعين مبتسمة.
ها أنا اليوم وصلت منتصف الطريق، وها قد أوشك حلمي أن يعانق الحقيقة، انتهى الجزء الأول من الحكاية، وانقضت مرحلة العلوم الأساسية، لتعلن هذه النهاية عن بداية جديدة، لمرحلة تفوقها أهمية، لمرحلة أقرب للحلم، أعيش فيها دور الطبيب الذي سخر نفسه وعلمه فداءً لهذا المجتمع.
وها قد مرّت سنوات (البيسك) الثلاث، وكلُّ سنة تحمل في طيّاتها الكثير من الذكريات، لا أزال أتذكر ملامح وتفاصيل السنة الأولى وتحديدًا فصلها الأول، كان فصلًا تحُّفُّه مخاوف "مخاوف طالب مستجد"، انتقل إلى مجتمعٍ جديد وأكثر غرابة، يحاول أن يكون فيه صداقات جديدة أصيلة الجذور، وأن يحقق رغبته في التفوق الدراسيّ كأي طالبٍ مستجد طموح بعدما كنا في مدارسنا من اوائل صفوفنا وكنا نحاول أن نحفظ هذا النهج في مسيرتنا، أتذكر كيف دخلنا في مساقات أجهزة الجسم وغرفنا في زخم المعلومات.
على الرغم من كل هذا إلّا أن فرحة اختيار لون السماعة الطبية أهداني سعادة غامرة أنستني مرارة تلك المخاوف.
وإنّا قد وصلنا إلى مرحلة انتقالية لتربط العلوم النظرية التي تلقيناها في سنواتنا الثلاث الأولى مع التطبيق العملي في السنوات الثلاث الأخيرة، فهذا يتطلب منا مزيدًا من التعب والجهد وأضعافًا من المتعة والسعادة، لأننا وأخيرًا قد قطعنا نصف الطريق ونصف الحلم، فيكبر الحلم ويتجدد الشغف.
فالحمدلله الذي أكرمنا بدراسة هذا التخصص الذي زرع فينا شغفًا واجتهادًا في سبيله، ونسأل الله التوفيق والسداد في المرحلة المقبلة.