
رؤية كلية الطب
![]() |
بقلم الطالبة: سماح زيدان العجاوي مستوى السنة السادسة دفعة مجد - الفوج الخامس |
![]() |
بقلم الطالبة: لين جمال بني حمد مستوى السنة السادسة دفعة مجد - الفوج الخامس |
أنين مريض، بكاء وصرخات تنبثق من قلوب أعياها الألم وأثكلها المرض، صوت الأجهزة، والكثير من الدعاء.. هذا ما نسمعه كل يوم ونحن نتجول في ممرات المستشفى.. أروقته تخفي الكثير من القصص، المشاعر فيه متضاربه ما بين فرح بقدوم مولود جديد وحزن لحالة وفاة، مشاعر قلق وانتظار لمعرفه نتيجة تحليل ما أو لعملية نجحت أم فشلت.. أتأمل كثيرآ وجوه المرضى وأحاديثهم، بالرغم من إختلاف شخصياتهم وأعمارهم إلا أنهم جميعًا دون إستثناء يتمنون شيئًا واحداً وهو العافية، أمور الدنيا في نظرهم تصغر وتصبح تافهه أمامها، لا قيمة للمال والجاه والمناصب، تتوحد دعواتهم ومناجاتهم لله بأن تعود لهم عافيته وصحتهم، أحدهم قال لي :"عند المرض، يتلاشى كل شيء إلا أمنية واحدة، أن تعود لنا العافية،وعند العافية نتذكر كل شيء إلا أننا ننعم بالعافية".. ، أيقنت حقا انها أجلّ نعم الله على عبده، فلا يدرك قيمتها إلا من فقدها؛ فالعافية اذا دامت جُهِلت، وإذا فُقِدَت عُرِفَت لذتها.. تطيب بوجودها الدنيا فهي مفتاح النعيم وباب الطيبات، فاللهم أدِم علينا نعمة الصحة والعافية، وألبِسها لباسًا لكل من فقدها..
نحمد الله على أن حَمّلنا رسالة الطب، لِنساهم بأمره تبارك وتعالى ولو بجزء بسيط من عافية المرضى وشفاءهم، لنرى بأعينهم السعادة والرضا وكي ننال منهم أعظم أجر بسماع دعواتهم لنا التي تجدد فينا الهدف والمسعى من دخول هذه الكلية، وتشعرنا بالسعادة وراحة الضمير، وتذكرنا مراراً وتكرارا أنها مهنة إنسانية عظيمة، لا يمكن أن تقارن بأي شيء آخر، نستودع الله التعب والاجر في خزائن {رحمته {وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُون
![]() |
بقلم الطالبة: لين جمال بني حمد مستوى السنة السادسة دفعة مجد - الفوج الخامس |
مع اشتداد ذروة وباء كورونا بتُّ أخاف أن أفتح مواقع التواصل في كل صباح، فاللون الأسود يملأ المكان، ورائحة الموت تفوح من بين السطور..
جلست اتأمل حال الدنيا، وتذكرت ثلة من الناس ممن ساكنونا وعاشرونا وناقشونا وزاملونا ودرّسونا قد ودعوا الدنيا وتركوها، تذكرت علماء كانوا سمع الدنيا وبصرها بل تذكرت أعظم خلق الله الرسول صلى الله عليه وسلم الذي مشى بالمدينة وكان إماما بالناس في المسجد النبوي، وجلس مع أصحابه بعد صلاة الفجر.. ذهبوا كلهم بين الثرى ولم يبقى لهم في الدنيا غير سيرتهم..
وسرت بي سلسلة من التساؤلات، كيف يأمن الإنسان ويغفل وهو يرى من حوله يتناقصون وأخبار الموتى لا تتوقف؟ كيف لهذه النفس الإنسانية أن تغفل عن الحقيقة الكبرى وهي حقيقة الموت؟ كيف لا نؤمن فعلا بأن لحظة توديع الدنيا قريبة منا، قريبة منا جدا فوق ما نتصور، انها لحظة بالابواب؟..
ثم مرت بذهني هذه الآيات الكريمة {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ} حيث أشارت للمفارقة بين قرب الأجل في مقابل استمرار الغفلة، لقاء الله قريب ولا زلنا غافلين..
وقال تبارك وتعالى {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} أي لن ينفع في تلك اللحظه التحايد او الفرار وستأتي تلك الساعة قريبا للانتقال للدار الأبدية، ساعة قررها الجبار جلّ جلاله، لا تقبل التأجيل ولا التقديم {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ}..
لابد من استحضار ذكر الموت وقرب الأجل في حياتنا، لأنه يدفعنا فعلا للعمل الصالح النافع طبقا لمراد الله، بل يثمر فينا تصحيحا هائلا في مسيرة حياتنا، ويغير جذريا في نظرتنا لكثير من الأمور ويصبح حكمنا على الأشياء من منظور سؤال واحد : هل تقرب من الله وتنفع في اليوم الاخر ام لا؟!
واذا وفق الله الإنسان أن يبتعد مزاحمة ما يكتسبه الخلق، ومنافستهم على المناصب والمساكن والعقارات ونحوها، وأقبل على ما هو أعظم من ذلك، وهو عمارة النفس بالله والانشغال بصناعة المستقبل الأبدي؛ فإنه حتما سيكتشف للحياة معنى آخر، معنى أسمى من ذلك الحطام الصغير المؤقت
![]() |
بقلم الطالبة: لين جمال بني حمد مستوى السنة السادسة دفعة مجد - الفوج الخامس |
بعد أسبوع في دوام الطب الشرعي، مررت بتجربة عميقة ومؤثرة، وعشت أصعب لحظات لن انساها في حياتي.. وهي لحظة دخولي للمشرحة، رغم ان الحضور كان اختياري ليس فيه إجبار، لكنّي اصررت على الدخول بخطوات ثقيلة، اغالب نفسي على ما فيها من خوف وقلق، لم يخيفني منظر التشريح والدم بقدر خوفي من منظر الميت ومن أفكاري لحظة رؤيته..
تعجبت حقا لأمر الإنسان، قبل موته كان يلهو ويلعب، ينهى ويأمر، يحزن ويفرح، يقوى ويضعف، يتسلط ويتجبر وقد تعلق بالدنيا وظن انه مخلد فيها، ثم لا يلبث حتى يتحول - بين غمضة عين وانتباهتها - إلى جثة هامدة، لا يقوى على دفع الأذى عن نفسه ولا يملك من الأمر شيء..
والله ليس ثمة ما هو أعظم عبرة ولا أبلغ موعظة من الموت، فهو يمثل حقيقة مرة قاسية لا مراء فيها، تواجه كل مخلوق، فلا يملك لها رداً، ولا يستطيع أحد دفعها، مهما كان سلطانا او مهما بلغت ثروته..
حقا علمت وقتها ضعفي، وكسر في نفسي اي غرور ملكته، وآمنت بقلة حيلتي وعجزي، وتوصلت إلى قناعة راسخة ان العمر قصير مهما امتدت به الحياة، وأن الحياة الدنيا ما هي إلا محطة وجسر عبور للاخره، وانه لابد أن نلقى جميعا المصير ذاته الذي لقيه من سبقنا {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ)..
وكفى بالموت واعظا.
بقلم الطالب: فرات موفق العموش مستوى السنة الرابعة دفعة شغف - الفوج السادس |
ها أنا ألوّح اليوم مودِّعًا، تاركًا ورائي ذكرياتٍ تعُجُّ بالجمال مملوءةً بالمواقف السعيدة وبعضها تعيسة، مواقفُ وذكرياتٌ، ليالي الامتحانات، لقاءات الأصحاب، قاعات المحاضرات، كلها أصبحت ذكرياتٍ نناظرها بعين مبتسمة.
ها أنا اليوم وصلت منتصف الطريق، وها قد أوشك حلمي أن يعانق الحقيقة، انتهى الجزء الأول من الحكاية، وانقضت مرحلة العلوم الأساسية، لتعلن هذه النهاية عن بداية جديدة، لمرحلة تفوقها أهمية، لمرحلة أقرب للحلم، أعيش فيها دور الطبيب الذي سخر نفسه وعلمه فداءً لهذا المجتمع.
وها قد مرّت سنوات (البيسك) الثلاث، وكلُّ سنة تحمل في طيّاتها الكثير من الذكريات، لا أزال أتذكر ملامح وتفاصيل السنة الأولى وتحديدًا فصلها الأول، كان فصلًا تحُّفُّه مخاوف "مخاوف طالب مستجد"، انتقل إلى مجتمعٍ جديد وأكثر غرابة، يحاول أن يكون فيه صداقات جديدة أصيلة الجذور، وأن يحقق رغبته في التفوق الدراسيّ كأي طالبٍ مستجد طموح بعدما كنا في مدارسنا من اوائل صفوفنا وكنا نحاول أن نحفظ هذا النهج في مسيرتنا، أتذكر كيف دخلنا في مساقات أجهزة الجسم وغرفنا في زخم المعلومات.
على الرغم من كل هذا إلّا أن فرحة اختيار لون السماعة الطبية أهداني سعادة غامرة أنستني مرارة تلك المخاوف.
وإنّا قد وصلنا إلى مرحلة انتقالية لتربط العلوم النظرية التي تلقيناها في سنواتنا الثلاث الأولى مع التطبيق العملي في السنوات الثلاث الأخيرة، فهذا يتطلب منا مزيدًا من التعب والجهد وأضعافًا من المتعة والسعادة، لأننا وأخيرًا قد قطعنا نصف الطريق ونصف الحلم، فيكبر الحلم ويتجدد الشغف.
فالحمدلله الذي أكرمنا بدراسة هذا التخصص الذي زرع فينا شغفًا واجتهادًا في سبيله، ونسأل الله التوفيق والسداد في المرحلة المقبلة.
![]() |
بقلم الطالب: مؤيد الخرشة مستوى السنة الخامسة دفعة مجد - الفوج الخامس |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إليكِ قِطاف مجنانا حصدناهُ بأيدينا
![]() |
بقلم الطالب: سليمان ناصر الرواشدة مستوى السنة الرابعة دفعة شغف -الفوج السادس 2018-2024 |
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كما انني انصح زملائي الأعزاء بالمشاركة بالتدريبات التي تعقد خارج الجامعة من أجل الحصول على معلومات مهمه من أشخاص من ذوي الخبرة العالية في مجالاتهم ، كما انها مهمه جداً للأشخاص الراغبين بالاختصاص خارجاً عن طريق التعرف على الأساتذة و الأطباء العلامة الذين يملكون وضعاً جيداً في مجالاتهم في بلدانهم.
![]() |
بقلم الطالب: عبدالله محمد العلي مستوى السنة الخامسة دفعة مجد-الفوج الخامس 2017-2023 |
دراسة الطب حُلم الكثيرين و أنا أحد الأشخاص الذين كان الطب حُلمهم من الصغر إلى أن مَنَ الله عليّ وأكرمني بأن أستطعت حجز مقعد لي في "جامعة اليرموك" الأردنية لدراسة الطب .
وعند الحديث عن تجربة طالب الطب تجد السؤال المتكرر الذي تُسألُهُ في كُل مجلس:
هل أثرت دراسة الطب على حياتك ؟
قبل الإجابة على هذا السؤال سأتحدث من تجربتي المتواضعة في دراسة الطب عن الطب الذي يُعد من أكثر الأشياء إمتاعًا و تعقيداً بالوقت ذاته ، أما عن المتعة، فهذا لكونك تدرس ما يُبهرك.. تعرف أشياء ما كنت تعرفها أبدًا على الرغم من أنها تحدث في جسدٍ أنت صاحبه.!
هذا الجسد المعقد ، الجامع لتفاصيل رهيبة يستحق الكثير من التأمل و كامل الإعجاب، فهي متعةٌ بدراسة ما هو معقّد .
أعود للسؤال السابق و الإجابة التي تخطر سريعاً إلى ذهني عندما يسألني أحدهم عن تأثير الطب على حياتي ألا وهي التوتر المزمن حيث يصبح التوتر رفيقك و ذلك لأن دراسة الطب تدفعك لتحصيل أكبر قدر ممكن من المعلومات في أقصر مدة زمنية ، حيث أن المعلومات في دراسة الطب متراكمة فالجزء النظري كبير و كذلك العملي فأنت تحاول قدر أستطاعتك تحدي نفسك لفهم نفسك !
أما عن فكرة تنظيم الوقت فهي ليست بالسهلة في دراسة الطب ، حيث أن الكتب لا تنتهي و الأمراض لا تنتهي و الأسئلة لا تنتهي
" إذا أردت الاستراحة، فستتأخر، وإذا أردت التوقف سيأكلك تأنيب الضمير ! "
لذلك تستطيع أن تقول أن الطب سيصبح حياتك بالمعنى الحرفي للكلمة .
و في النهاية سأترك مجموعة نصائح من شخص له بضع سنين في هذه الكلية :
1- الطب ليس كباقي التخصصات .. الطب أسلوب حياة.. الأيام كافية لتتأكد من ذلك .
2- الطبيب قبل أن يكون طبيبًا فهو انسان .. إن نسي ذلك تحوّل إلى شخص يتكسّب من أوجاع الناس.. كُن انسانًا .
3- احذر من أن تعتبر المريض دُمية تتأكد بها على غزارة معلوماتك.. فالمريض انسانٌ مثلك .
4- يملّ الكثير من طول الدراسة وكثرتها.. لكنّ يملّ المريض من مرضه أكثر.. اصبر فستحلّ بين يديك أعباءٌ ثقيلة .. اصبر فابتسامة المريض ستُنسيك كل هذا .
5-الطب هو هيكلٌ متكامل.. يربط بعضه بعضًا.. لا تُركّز على شيء وتُهمل أشياء.. سينهار البناء وتنهار مصداقيتك .
6- لن تتعلم الطب نظريًا تحتاج لأن تُطبق.. محاضرة التشريح طبّقها في المشرحة.. محاضرة الباطنة طبّقها مع المريض.. وهكذا .
7- نصيحة مباشرة للاختبار: يُقال أنّه في الطب “what’s common is common” فلا تنسوا مراجعة الـ common قبل أي اختبار . ملاحظة لمن لا يدرس الطب : المقولة هي أن الشائع في الأمراض يحدث أكثر بالضرورة واحتمال كونه التشخيص هو أكثر، فاحرص على دراسة الشائع أولاً.
8- يغيب الكثير عن المحاضرات ليتفرّغوا للمذاكرة في البيت .. لكن في المحاضرة يقول المُحاضر المهم وما ستسفيد منه وما هو أولى أن تبدأ بفهمه.. رتّب أولوياتك .
9- في الطب أو في غيره المذاكرة مع مجموعة - خصوصًا لو مع مجموعة من الأشخاص تحبهم - سيساعدك كثيرًا ويصحح لك بعض أخطاءك.. وهو ممتع ولكن عليكم أن تتفقوا على وقت راحة موحّد وإلا ستنتهون بيوم كامل من الاستراحات المتواصلة. تجربة شخصية.
10- لا تفكر في المستقبل البعيد من الأن. ولا تحسب الساعات لتبدأ عملك كطبيب وأنت لم تنتهِ من الدراسة بعد.. ستزيد من همومك وقتها.. استمتع الآن بِكلّ سنة.. وبِكلّ معلومة .
11- يؤمن الكثير بأن حياة الطبيب محصورة داخل (لاب كوته) -معطفه الأبيض- وأنّه منعزل اجتماعيًا.. هذا خاطئ.. لك كامل الحريّة في أن تُحدد كيف تعيش.. بل يُفترض كطبيب أن تكون اجتماعيًا حتى يُحبك المرضى وترتاح نفوسهم لك .
12- يقولون أن: “الطبيب الجيّد هو مستمع جيّد” عوّد نفسك على الاستماع للناس.. فهم سيأتونك في أضعف حالاتهم يريدون منك أن تستمع لهم .
13- من المُفيد جدًا أن تأخذ بنصح الأقدم منك في الطب.. لكن لا تُصدق منهم كل شيء جُزافًا.. كوّن معلوماتك واختياراتك بخبراتك الخاصة .
14- آخر نقطة.. إن كان الطب علمًا لا ينتهي.. جدد نيّتك فالعلم “من المهد إلى اللحد”
و يا طبيب المستقبل لا تنسَ قول خالقِك تعالى: “ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا”
رؤية كلية الطب